مقدمــــــــــة:
إن عالمنا المعاصر يعيش واقعة تبدو فيه
هيمنة تكنولوجيا المعلومات على مجالات الحياة كافة وحيثما يكون هناك جديد يهتم التربويون
الاستفادة منه في منظومة التعليم والتعلم في إدارة المؤسسة التعليمية فكان من الطبيعي
أن يركز هؤلاء التربويون على الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات الحديثة في تطوير هذه
المؤسسة، فالتطور الهائل في وسائل الاتصال المعلومات أدى إلى توسع سبل التعليم والتعلم
ونرى أننا بصدد صيغ تعليمية جديدة، هذه الصيغ لا تقوم على أساس الصورة والنص المكتوب
فحسب وإنما تجاوز ذلك إلى تقنيات الحوار المباشر والنقل الحي ولقد أدت هذه التطورات
إلى استحداث صيغ جديدة من التعليم عن بعد عرفت بأسماء متعددة مثل التعليم الإلكتروني
E-Learning Learning والتعليم الافتراضي .Virtual Learning
إن ما يميز هذه الفترة من التاريخ من الوسائل
والأساليب الجديدة التي يمكن بها تغيير المعلومات ومعالجتها والسرعة المتزايدة التي
يتم بها التعامل معها واستخدامها وأحدثت قدرات الكمبيوتر تغييرات جذرية في كافة مجالات
الحياة وخاصة الاتصالات والمعلومات والتعليم.
من المعلوم أن شبكة المعلومات العالمية
(الانترنت) فقد أحدثت تحولا كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة ليس فقط في حجم المعارف
والمعلومات المستخدمة بل وفي استحداث العديد من الوظائف الجديده التي تعلقت باستخدام
الشبكة وغزت من خلالها مجالات كثيرة فی السياسة والاقتصاد والإدارة والعلوم والاتصالات
والتعليم والثقافة والبيئة والسياحة ومن ابرز هذه الوظائف نقل المعلومات والمعارف المختلفة
المقروءة والمرئية والمسموعة واستخدامها ونسخها وتوظيفها وإتاحة فرص التواصل والتفاعل
وتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة بين جمهور المستفيدين من الانترنت عن طريق برامج
المحادثة والبريد الإلكتروني والمنتديات ومختلف أشكال الحوار والتواصل على الشبكة.
والتعلم من أهم المجالات التي يعظم الاستفادة
من شبكة الانترنت حيث أمكن عن طريقها استخدام خدمات الشبكة العديدة في نقل النصوص وتبادلها
والرسائل والملفات الحاوية على معلومات عن المناهج والتطوير التربوي والأكاديمي وتطوير
العملية التعليمية ولاسيما طرائق التعليم بشكل عام اعتمادا على المصادر التعليمية المختلفة
ويتم ذلك من خلال الاستخدام الأمثل لمصادر المعلومات المتنوعة والمتوفرة على الانترنت
حيث يمكن الحصول على الكلمات والصوت والصورة وافلام الفيديو التعليمية وملخصات الرسائل
والأبحاث المرتبطة بها على صفحات الويب المنتشرة عبر الانترنت.
أولا: عناصر التعليم الإلكتروني:
إن التعليم الإلكتروني مجموعة من العناصر
المتفاعلة والتي ينبغي توافرها جميع أو توافر معظمها حتى تتحقق فلسفة التعليم الإلكتروني.
ومن هذه العناصر مايلي:
المتعلم الإلكتروني:
هو الطالب الذي يتعلم من خلال أسلوب التعليم الإلكتروني
ولكن لن يتغير دوره بتغيير التقنية أو الأداء التي تستخدمها دائما بتغيير کيفية أو
طريقة تعلمه.
المعلم الإلكتروني:
هو المعلم الذي يتفاعل مع المتعلم إلكترونية وهو
المعلم الذي يشرف على عملية التعليم الإلكتروني ويتفاعل مع المتعلمين ويوجه تعلمهم
ويقوم أدائهم ويتولى أعباء الإشراف التعليمي لحسن سير عملية التعليم.
ويمتاز المعلم إلكترونيا ببعض السمات مثل:
مدرب: يعمل على تدريب طلابه على استخدام التقنيات
الحديثة في تعلمهم وتهيئة بيئة تعليمية جيدة لهم، وأن يقدم لهم التوجيهات والإرشادات.
نموذج: بمعنى أن يكون مخطط جيد لاستخدام التقنيات
الحديثة بنفسه.
معلما جيدا: في طرق البحث عن المعلومات وليس الخبير
في المعلومة نفسها.
معلم: يستطيع إنجاز مهامه الاجتماعية والتربوية
ويسهم في تطوير الجوانب الكيفية وينظم العملية التعليمية باتجاهاتها الحديثة من التمكن
ومهارة التعليم المصغر والتعلم الذاتي.
الفصل الإلكتروني:
ويقصد بالفصول الإلكترونية القاعات الدراسية التي
تم تجهيزها ببعض الأجهزة والوسائل التي تخدم عملية التعليم والتعلم الإلكتروني.
الكتاب الإلكتروني:
الكتاب الإلكتروني هو المقرر التعليمي المشابه للكتاب
المدرسي المعروف إلا أنه يختلف في شكله ويتفوق عليه في محتواه إذ قد يشتمل على نصوص
مكتوبة وصور ومقاطع فيديو تجعل المحتوى التعليمي أكثر متعة وأوضح للطلاب ويمكن أن
يكون الكتاب الإلكتروني موجودا على صفحات الانترنت أو منسوخا على اسطوانه ممغنطة.
المكتبات الإلكترونية:
المكتبة عنصر مهم في التعليم الجامعي، ومن هذا المنطلق
فإن من العناصر المهمة للتعليم الإلكتروني المكتبة الإلكترونية، والتي يتم من خلالها
تقديم محتوى كبير من المجلات والكتب الإلكترونية التي يمكن تصفحها من خلال الانترنت
أو من خلال الحصول على أجزاء منها خلال زيارة أمين المكتبة.
البريد الإلكتروني:
هو وسيلة مهمة وفعالة في التعليم الإلكتروني حيث
يمكن من خلاله التواصل بالرسائل الإلكترونية بين الطلاب بعضهم بعضا وكذا بينهم
وبين معلميهم وأيضا التواصل بين المؤسسات التعليمية والبحثية المختلفة.
المؤتمرات التعليمية الإلكترونية:
إن المؤتمرات التي تمس موضوعات تهم
الطلاب والباحثين أمر يهتم به التعليم ويخصص له قدرا من الإمكانات المادية
والبشرية ويأخذ قدرا كبيرا من التنسيق إلا أن التقنية وكأحد تطبيقاتها في التعليم
يمكن ان تسهل عقد مؤتمر تعليمي علمي يضم متحدثين وخبراء وحضور من أقطار مختلفة،
ليحقق القدر الأكبر من الإنتشار والفائدة وذلك من خلال شبكة الإنترنت، إذ يكون كل
من المتحدثين في جامعته أو حتى في منزله وكذلك الطلاب أو المهتمين قد يكونون في
قاعة تبعد عنه آلاف الكيلومترات أو حتى في منازلهم وهذه خدمة مهمة يتيحها التعليم
الإلكتروني.
الفصول الإفتراضية:
وهي عبارة عن فصل تخيلي يحاكي الفصل الحقيقي يتم
برمجته ووضعه على صفحة خاصة على الإنترنت بحيث يحضر الطلاب والمعلم في وقت محدد
ويتم التفاعل فيما بينهم إلكترونيا.
المعامل الإفتراضية:
وهي معامل تخيلية تحاكي المعامل الحقيقية بحيث
يتم برمجتها ونشرها على الإنترنت او على إسطوانات ممغنطة ويتم من خلالها تطبيق
التجارب العملية بشكل يحاكي الواقع.
ثانيا: مكونات التعليم الإلكتروني:
تحتوي منظومة التعليم الإلكتروني على المكونات
التالية:
المكون التدريسي (البيداجوجي):
ويختص بأغراض التعليم الإلكتروني وأهدافه ومحتواه
واستراتيجيات التعليم والتعلم المستخدمة في تقديم المحتوى والوسائط المستخدمة في هذا
التقديم وغيرها من الجوانب التدريسية لهذا التعلم.
المكون التقويمي:
ويختص بتقدير وتحصيل المتعلمين وكذا تقويم التدريس
وبيئة التعلم الإلكتروني.
المكون التكنولوجي (التقني):
ويختص بالبنية التحتية للتعلم الإلكتروني لأجهزة
كمبيوتر وملحقاتها، الشبكات.
المكون التصميم:
ويختص بتصميم البرمجيات والمقررات والمواقع على الشيكات
وبرامج التصفح وغيرها.
المكون الإداري:
يختص بإدارة التعلم الإلكتروني من حيث تقديم الخدمات
الإدارية لمستخدمي التعلم الإلكتروني مثل القبول والتسجيل وإدارة الاختبارات وغيرها
من الخدمات.
المكون الإرشادي:
ويختص بتقديم الإرشاد والتوجيه والمشورة للمتعلمين
سواء من الناحية التعليمية التي يقوم عليها المعلمون ومساعديهم أو من الناحية الفنية
المتعلقة بمشكلات التشغيل التي يقوم عليها فنيين التشغيل.
المكون الخلفي:
ويختص بالمبادئ والقواعد الأخلاقية لتعامل المتعلمين
والمعلمين وغيرهم مع البرمجيات والاختبارات والمقررات وغيرها مما ينشر على المواقع
في الشيكات.
الكون اللائحي:
ويختص بالقوانين واللوائح والتشريعات المنظمة
لدراسة بالتعلم الإلكتروني وبالمعايير المطلوب توافرها.
ويذكر بعض الباحثين أن نظام إدارة التعليم الإلكتروني
يعتبر من أهم مكونات التعليم الإلكتروني فهو منظومة متكاملة مسئولة عن إدارة العملية
التعليمية الإلكترونية عبر الشبكة العالمية للمعلومات الانترنت وهذه المنظومة تتضمن
الجوانب التالية:
القبول والتسجيل:
- يوفر نموذجا للالتحاق بالبرنامج / المقرر التعليمي.
- يقدم اختبار القبول.
- يسمح بسداد الرسوم الدراسية عبر الموقع.
- يقدم جدول بالمؤتمرات الدراسية للتسجيل فيها.
- يصادر رقم دراسيا أو كلمة مرور للطالب المقبول.
- الشخص غير المسجل يمكنه الدخول زائر فقط.
- بعد الانتهاء من الدراسة يتم إصدار شهادة تخرج.
- يمكن ربط النظام بنظام تسجيل جاهز
المقررات الحاسوبية:
- برامج تقدم المنهج الدراسي وتستخدمه مصدرا رئيسيا أو تعزيز للتعليم.
- يمكن الدخول إليها في أي وقت.
- توفر خصائص العروض المتعددة التي تسمح بالمشاهدة والاستماع والقراءة والإجابة التفاعلية مع الدروس.
- تتم إضافة المحتوى والدروس والمقررات بطريقة سهلة لا تتطلب أي معرفة بلغات البرمجة.
- تقديم تعليقات على أداء المتعلم وإخباره بمستواه.
- سير الدراسة إما أن يكون خطيا أو تفريعيا حسب مایراه مصمم المقرر.
- يمكن إنشاء المقرر من قبل المدرس أو ربط برنامج تعليمي جاهز بالنظام.
- يمكن للطالب وضع ملاحظات على المحتوى.
- برامج تبث الدروس حية على الهواء بالصوت والصورة والنص.
- تستخدم في شرح الدروس والتحاوار مع الطلاب والاستضافة.
- يتم البث في وقت محدد.
- تحتوي على سبورة إلكترونية تستخدم في الشرح من قبل المعلم والطلاب.
- يمكن للطلاب المشاركة بالسؤال صوتيا أو كتابيا (المحادثة الصوتية والنصية).
- المحادثة قد تكون عامة أو خاصة.
- حفظ المحادثة والأنشطة لإعادة الإطلاع عليها.
ومن سلبياتها:
- البطء وضعف الاتصال.
- اختلاف التوقيت في البلاد المختلفة (في حالة التعلم عن بعد).
ومن أمثلتها:
- المقابلة على الشبكة العنكبوتية Net Meeting.
- الصف الإفتراضي V- Class
الاختبارات الإلكترونية:
- يستطيع المعلم بناء الاختبارات لتقديمها إلى الطلاب عبر الحاسوب.
- يمكن اختيار عدة أنواع من الأسئلة (الاختيار من متعدد، الصواب والخطأ، المقالية)
- يتم تخزين درجات الطالب في جداول خاصة.
- يمكن إرسال الاختبار عبر البريد الإلكتروني الخاص بالطالب.
- يمكن تحديد موعد إنزال الاختبار في موقع الطالب وموعد انتهائه.
- يستطيع المدرس إنشاء بنك لأسئلة الاختبارات.
- يمكن إرسال النتيجة عبر البريد الإلكتروني أو إطلاع الطالب عليها في موقعه.
الواجبات الإلكترونية:
- يستطيع المعلم إرسال الواجبات في شكل ملفات بيئات متعددة.
- يقدم النظام تقريرا بالواجبات المسلمة للطلاب يشمل التاريخ والوقت.
- يمكن للمعلم كتابة التعليق على إجابات الطلاب وتعليقاتهم.
- يمكن للمدرس تقييم الواجبات واعطاء درجة.
- يمكن تحديد موعد نهاية تسليم الواجبات بحيث لا يسمح بتسليم الواجب بعده.
منتديات النقاش التعليمية:
- هي برامج تتيح للطلاب طرح الموضوعات وتبادل المعلومات والمناقشات مع بعضهم أو مع المعلم بصورة غير مباشرة.
- إثراء معلومات الطلاب ومعرفة اهتمامهم وقدراتهم.
- يمكن إنشاء منتديات نقاش خاصة بكل مقرر أو شعبة.
- يستطيع المعلم متابعة مشاركة الطلاب وعدد مشاركات كلا منهم.
- يتم ربط المشاركة برقم الطالب واسمه الحقيقي.
- يمكن وضع منتدى بكل مجموعة من الطلاب (التعلم التعاوني).
البريد الإلكتروني:
- برنامج لإرسال الرسائل واستقبالها.
- وسيلة للمناقشة وتبادل الخبرات ومتابعة أخبار المقرر.
- وسيلة لإرسال الواجبات والتعليمات للطلاب.
- تنظيم ساعات مكتبية إلكترونية للرد على تساؤلات الطلاب.
- بيئة مناسبة ل للتعلم من الأقران والخبراء وتكوين مجموعات اهتمام مع مجموعة الصف.
- بيئة مناسبة لممارسة مهارات الكتابة.
- البحث في قائمة طلاب المؤسسة أو معلميها
المتابعة الإلكترونية:
- معلومات عن سلوك التعلم لدى الطالب وطريقة سيره في الدروس.
- معلومات عن الصفحات والدروس التي قام بزيارتها.
- وضع الطالب عند المكان الذي وقف عنده في الزيارات السابقة.
- تقديم اختبارات التشخيص وتحديد المستوى للطالب ثم وضعه في المستوى المناسب.
- معلومات عن عدد الدروس المنجزة ووقت الإنجاز مقارنة بمعايير محددة سابقا.
- معرفة عدد المقررات التي أنهاها الطالب ومعدله الفصلي والتراكمي والمقررات المتبقية للتخرج.
- إطلاع الطالب على درجاته وواجباته من صفحته الخاصة.
- معرفة الطلاب الداخلين على النظام المقرر في لحظة معية.
- وضع المعلم ملاحظاته على مستوى الطالب.
- طريق استخدام مواقع الانترنت.