أساسيات توظيف المستحدثات التكنولوجية:
هناك مجموعة من الأساسيات والمتطلبات اللازمة لتوظيف المستحدثات التكنولوجية ومنها ما يلي:
- تصحيح المفهوم الخاطيء لتكنولوجيا التعليم حيث مازال البعض يخلط بين التكنولوجيا ومنتجات التكنولوجيا.
- تشخيص المشكلات التعليمية التي يواجهها المعلمين والتلاميذ والتعرف على حجمها وأسبابها ووضع بدائل التغلب عليها بأساليب غير تقليدية.
- يتطلب توظيف المستحدثات التكنولوجية أن يكون التوظيف متآنيا وتدريجيا وأن يرتبط بمشکلات تعليمية محددة، كما يتطلب ذلك أيضا أن يکون التجريب أحد مكونات استراتيجية التجديد والتطوير في هذه المؤسسات، حيث أننا عند التفكير في عملية توظيف المستحدثات التكنولوجية في التعليم فلا بد من الأخذ في الاعتبار أن كل جديد لابد وأن يجرب قبل أن يعمم ويمر التوظيف هنا بثلاث مراحل:
التوظيف
المصغر:
حيث لابد وأن نقوم بتجريب المستحدث التكنولوجي على
مستوى مصغر قبل أن يعمم، وفي هذه الحالة إذا ما ثبت أن المستحدث له عائد يفوق الكلفة
يمكن أن يتم تعميمه.
التوظيف المختار:
ويرتبط التوظيف المختار بأننا لا يجب أن
نفتح باب التوظيف على مصارعه ولكن لابد من اختيار المستحدثات التكنولوجية التي يمكن
أن تسهم في التغلب على مشكلات محددة من مشکلات التعليم.
التوظيف
المنظومي:
ويعني أنه لابد وان يكون التوظيف مبنيا على مدخل
النظم أو على الفكر المستمد من نظرية النظم حيث إن أتباع الفكر المنظومي يتيح لعمليات
التجديد التي تتبنى إدخال المستحدثات التكنولوجية في الواقع التعليمي نقطة بدء منطقية
وواقعية تسمح لنا بتحديد المشكلة أو المشكلات التعليمية التي نواجهها من خلال تحليل
الأوضاع القائمة في المدرسة أو المؤسسة التعليمية، وإذا كان التجديد يتضمن البحث عن
بدائل أو حلول لما هو قائم، فالفكر المنظومي يمكن المستخدم من الوصول إلى بدائل في
ضوء الإمكانيات المتاحة، ففي هذا الأسلوب لا تكون النظرة مفرطة للتفاؤل، ولا يصاحب
عمليات إدخال المستحدثات التكنولوجية مبالغات لما يمكن أن يحدث، ولكن يتم تقدير وتحديد
البدائل الممكنة في ظل الظروف المتصلة بالموقف، وينظر إلى البدائل في ضوء عوامل التكلفة
والعائد وغيرها من الاعتبارات التي يمكن أن تحقق النجاح، والتجديد كعملية تتضمن تجريب
البديل او البدائل المقترحة على ارض الواقع، وهذا ما يتيحه أيضا اتباع الفكر المنظومي
إذ إنه يستبعد عوامل الصدفة أو المحاولة والخطأ مما يسمح بالمراجعة والتعديل قبل
الإستخدام الفعلي، وهكذا يمكن أن يتيح الفكر المنظومي منهاجا عمليا إجرائيا
لعمليات التجديد وتوظيف المستحدثات التكنولوجية.
- يتطلب التوظيف أيضا إعطاء مزيد من الاهتمام بالمباني التعليمية من حيث تصميمها وأماكن التعلم والبيئات التعليمية بها وتجهيزها بمتطلبات استخدام منتجات التكنولوجيا من الأجهزة والأدوات.
- واخيرا يرتبط التوظيف بالإرادة القوية ورغبة المسئولين عن مؤسسات التعليم بالتغيير والتطوير إلى ما هو أفضل، ومدى تقبلهم للتغير العميق لدور المعلم ومهامه في العملية التعليمية.
وللتحديث
والتجديد التربوي مطالب ومتطلبات يجب توفيرها لنجاح عمليات نشر المستحدثات وتبنيها
وتوظيفها وتبنيها ومن هذه المتطلبات:
الوعي
بالمستحدثات ودراستها:
حيث إن الوعي بالمستحدث ودراسته أمر ضروري لكي تتمكن
من تحديد خصائصه وإمكانياته، وفوائده ومنافعه، والأهداف والتطلعات التي يمكن أن يحققها
والمشكلات التي يسهم في حلها، وحدوده ومعوقاته، وإجراءات نشره وتنفيذه.
وذلك للتأكد من العائد الاقتصادي والتعليمي
للمستحدث بالمقارنة بالطرائق التقليدية، أو حتى بغيره من المستحدثات المماثلة.
التمويل:
لأنه يمثل عقبة كبيرة أمام كثير من المشروعات
المستحدثة لذلك يجب تحديد مصادر التمويل، والتأكد من توافره، وتأمينه كاملا قبل
البدء في المشروع.
توفير
الكفاءات البشرية:
فالاستحداث بتطلب كفاءات وخبرات بشرية لازمة لتنفيذ
المشروع وإدارته، تشمل الخبراء، والمستشارين والفنيين والموظفين، ويجب تحديد كل الكفاءات
المطلوبة، وتوفيرها قبل البدء في المشروع.
التدريب:
ويشمل تدريب أفراد فريق التحديث العاملين
فيه والقائمين بإدارته، وتدريب المعلمين وأعضاء هيئة التدريس، وأخصائي تکنولجيا التعليم
الذين يستخدمون المستحدث ويوظفونه وذلك قبل الخدمة وفي أثنائها، والتدريب على توظيف
المستحدث والتمكن الكامل من مهاراته يستغرق وقتا طويلا ويحتاج من الفرد فترة طويلة
لإستيعابه ثم التمكن منه وأخيرا دمجه وتثبيته.