منطلقات وظهور وتوظيف المستحدثات التكنولوجية في التعليم:
يرجع البعض اسباب ظهور وتوظيف
التحديات التكنولوجية في الواقع التعليمي إلى أن التربية مجال متطور شديد التأثر
بالمتغيرات العالمية في جميع جوانبها، وهذا ما جعل التربية الحديثة تهتم بالمتعلم
وتجعله محورا للعملية التعليمية وجعلها تركز على أن تكون المؤسسات التعليمية بيئات
ثرية بخبرات متنوعة وبفرص تعليمية متعددة تعمل على تنبيه حواس المتعلم واستثارة
ذهنه ووجدانه ليستجيب مع ما توفره له هذه البيئة من خبرات.
كما أن تطور التربية في كل من مفهومها
ومحتواها وطرقها وأساليبها وأدواتها جعلها علما قائما بذاته تتخذ البحث العلمي
اسلوبا وأداة رئيسية لتطورها، مما جعل العمل التربوي لا يقتصر فقط على المعلومات
التي تقدمت مع الزمن من جيل إلى جيل بل شملت مهمة التربية فيما شملت الطرق
والأساليب (منها المستحدثات التكنولوجية) التي تمكن الفرد من اكتساب المعرفة
بالاعتماد على نشاطه الذاتي.
ونتيجة لما سبق پرى " إبراهيم
عبد الوكيل الفار" أن مصير مجتمعنا وعالمنا باسره معلق على مدى نجاحنا في
مواجهة التحدي التربوي نتيجة لانتشار المستحدثات التكنولوجية، وما سنتخذه من
خيارات مصيرية إزاء ما تطرحه من إشكاليات تربوية جديدة غير مسبوقة، وما تتيحه من
فرص هائلة جديدة، من أجل تطوير أساليب التعليم والتعلم ورفع إنتاجية معلميه وطلبته
وزيادة فاعلية إدارته وتعظيم عائده.
ويناقش " محمد عطية خميس " اسباب التحديث وتوظيف المستحدثات التكنولوجية في العملية التعليمية فيرى انها كثيرة ولكنها معقدة ومتشابكة فبعضها نابع من المجتمع اللي تتحرك فيه منظومة التعليم، بما فيه من ثقافة وسياسة واقتصاد، وبعضها نابع من منظومة التعليم ذاتها، ويمكن تحديد أهم هذه الأسباب فيما يلي:
- التغير في التركيبة الاجتماعية، وفي نظرة المجتمع إلى وظيفة التعليم.
- التغير في تكوين مجتمع الطلاب، وفي معدل الإقبال على التعليم، وفي صفات الطلاب البيئية والاجتماعية، والتي تتطلب تغييرا في الأهداف والمناهج وطرائق التعليم ووسائله لكي تناسب هؤلاء الطلاب وقدراتهم واستعداداتهم ورغباتهم وتطلعاتهم.
- تطور معلوماتنا ومعرفتنا التربوية والنفسية، والتحول في نظريات التعليم والتعلم، وظهور نظریات وطرائق ووسائل حديثة للتعليم.
- تطور البحث في مجال التعليم عامة، وتكنولوجيا التعليم خاصة.
- وجود مشكلات عديدة في التعليم مثل زيادة أعداد الطلاب ونقص المعلمين المؤهلين، والإمكانيات المادية.
- تغير سوق العمل ومتطلباته الوظيفية.
- حاجة الأفراد إلى التعليم المستمر، فهم يولدون في عصر، ويتعلمون في عصر آخر، ويعملون في عصر ثالث قد يتغير فيه كل شيء ولا يفيدهم تعليمهم في عصرهم السابق.
- انخفاض مستوى التعليم عاليا، وعدم قدرته على تلبية الرغبات والحاجات التعليمية، وعجز المؤسسات التعليمية عن الوفاء بمطالب المجتمع لأن الأفراد يأملون أن يكون التعليم مناسبا مع حاجاتهم الفردية، ومتلائما مع حاجات المجتمع.
- التقليد السائد في المؤسسات التعليمية، فلم يعد يجدي في هذا العصر الاعتماد على الورقة والقلم والكتاب، وإنما المؤسسات التعليمية مطالبة بالاستفادة من كل المستحدثات التكنولوجية وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم.
- قلة الدعم المادي المخصص للتعليم وكثرة الأعباء والمستويات التعليمية، لذا فلابد من تخصيص جزء من مواردها المادية للحصول على المستحدثات التكنولوجية وتوظيفها في التعليم.
- تقليدية المناهج الدراسية وعدم تماشيها مع المستجدات العلمية والتكنولوجية، لذا لابد من المطالبة بقبول التغيير والتجديد، والتمشي مع التقدم العلمي وغزارة المعرفة، والاستفادة من مصادر المعلومات.
- سرعة تدفق المعلومات وتعدد مصادرها، وصعوبة متابعتها من قبل المتعلمين والمعلمين.
- عدم توازن التوزيع الجغرافي للمؤسسات التعليمية حيث في معظم الأحيان يكون التركيز في المناطق المكتظة بالسكان دون غيرها، لذا لابد من توفر المستحدثات التكنولوجية للتغلب على كثير من المشكلات.
- اعتماد أسلوب التعلم الذاتي في مواصلة التعلم المستمر، وحق المتعلم بتعليم نفسه بنفسه، واختيار نوع التعليم والأساليب والوقت، والمكان الذي يريده في التعلم، لذا كان لابد من الاستفادة من المستحدثات التكنولوجية التي تتيح هذا النوع من التعليم.